موضوع: لمحات من رعب الواقع .. بقلمي الساخر الخميس 1 أكتوبر - 13:02
بسم الله الرحمن الرحيم
رعبٌ جديد من نوعه .. وقد لا يدرجه البعض منكم ضمن نطاق الرعب .. لكنني أراه كذلك .. بل لعله من أشد الرعب هولاً ..
حيث أنه يواتينا بشكل شبه يومي .. في حين لا نرى مصاصي الدماء و أمثالهم سوى في خلف الواقع سواء كان على ورق أو خلف شاشة ..
ولم يفارقني طرحي الساخر هذه المرة .. أتمنى أن يلقى استحسانكم ..
* * *
بتكاسل نهضت من نومي .. يومٌ روتيني آخر كباقي الأيام .. إفطار فجامعة فعودة إلى المنزل فغداء فقيلولة .. إلى آخره من أمورٍ لا تعني لغيري
سوى يومياتِ فتاةٍ كسولة .. وفي الطرف المقابل ،، فأنا لم أراني يوماً كسولة .. صحيح أنني أقضي غالبية يومي في فراشي أو على جهاز الحاسوب
ولا تمرين أقوم به سوى طقطقة أصابعي على مفاتيح الكيبورد .. حتى أني بدأت أفكر في حقن السليكون لعلاجها من نحولها المتزايد جراء ركضها الدائم بين المفاتيح
كنتُ أقول أنه و بالرغم من اتهام الغير لي بالكسل .. إلا أنني لا أراني كذلك .. و ليس الظاهر كالباطن .. فتفكيري دوماً في حالة تحفز شديد يوشك على الانقضاض
على من يحادث .. شخصية تأملية لأبعد الحدود .. و إن لم يكن ليُلْحَظ جلوسي في المجالس غالباً لصمتي الدائم .. فأنا أعرف التحركات القادمة لكل شخص
حتى أنه لصدق حدسي أقوم بمد منديلٍ لشخص لم يعطس بعد .. و لا يلحظ هذا الأخير شيئاً غريباً ..
يعطس بكل ما أوتي من قوة و من ثم يأخذ المنديل شاكراً وهو لم يتساءل لم مددته إليه قبل أن يحتاجه !!
هكذا أنا .. أستطيع لمح الخطوات القادمة قبل أن توجد .. و نادراً ما يكذب حدسي .. ربما كانت ما يسمونها حاسة المرأة السادسة ..
أو علامة تنبئ بمستقبلٍ بارع لي في الشعوذة و التكهن .. و هو ما أؤيده أنا .. حتى أني بدأتُ – كتمهيدٍ للقادم - أفكر بنوع قماش الخيمة التي أنوي نصبها في " سوق حجاب " الشعبي
و هذا ما أراه حلٌ مثالي لسببين .. الأول هو عدم توفر الوظائف بعد التخرج .. و الآخر هو أن هذا الأمر سيجني علي بأموالٍ كثيرة لجري الناس خلف هذه الخزعبلات
و دفعهم لمبالغٍ طائلة من أجل قراءتي لطالعهم .. فالعقول كما أرى في تدهورٍ فظيع مع ازدياد الحضارة .. و لا لومٌ عليها أبداً ..
فنحن من استعاض عن العقول بالآلات الحاسبة و أجهزة الكمبيوتر و حتى البراشيم في الامتحانات بعد أن كان اعتمادنا على المدارس بعد الله في الحفاظ على مكانة عقولنا
و هذه بالذات ما تشكل نقطة حساسة لا أعرف للنوم سبيل إن قام عقلي التأملي بفصفصتها ..
عن رعب الواقع نتكلم هنا ..
و لن أتوقف أبداً عن الحديث عنه .. حتى أني أرى أسبوعاً قد مضى و أنا ألوك معاني الرعب في فمي .. وقد شكل مضي ذاك الأسبوع قطعة صلبة لم
أرى إلى مضغها من سبيل، حتى صممتُ على أن أحلل تلك الكلمات إلى عناصرها الأولية فلربما استطعتُ فهم ذاك التفاعل المريع حينها ..
أسبوعٌ كامل قد أمضيته في حين يراودني شعورٌ بأنها بضع دقائق .. حتى أكاد أشتم رائحة العطر الذي رششته قبل أسبوع و قبل أن ألوك تلك العلكة القاسية
السنوات تمضي كساعات كما يقال .. أما الأسبوع فهو كثواني بلا شك .. وهذا التفسير الوحيد لبقاء رائحة العطر عالقة في الجو خلال أسبوع
فإن سلّمنا إلى أن الساعات ثواني فلا عجب في أن جزيئات العطر قد أبت أن تبدد و تزول مع الهواء ... فالأسبوع الذي مر ما هو أصلاً إلا ثواني ..
ولا تعجب لهذه القاعدة فإن كان العلم قد أثبت خطأ نظرية إقليدس في أن المستقيمين المتوازيين لا يلتقيان .. فإنه قادرٌ على إثبات أن الأسبوع يساوي بضع ثوانٍ ..
على الأقل فالزمن يخبرنا بصحة نظريتي المتواضعة ..
ولا ألوم أستاذتي المسكينة ذات يومٍ حين راحت تتكلم عن اختراعات انتشرت على نطاقٍ واسع و مالبثت أن اختفت بسرعة انتشارها ..
وهو ما جعلها تتعجب بشأنها .. وقد راحت تضرب لنا مثلاً بهذا الصدد و تتحدث عن جهازٍ قديم قد انتشر - في وقت ما - انتشاراً مذهلاً
و لكن المحبط أنها أخبرتنا أننا لم نعاصره و تظن أيضاً بأننا لم نسمع عنه .. ما كان مني أمام هذا الوصف لذاك الجهاز الغامض سوى أن
أستيقظ من غفوتي البسيطة في الدرس و أسند جسمي إلى الأمام و قد أشعل وصفها فضولي لمعرفة هذا الجهاز الذي لم أسمع به قط رغم انتشاره الواسع سابقاً
و لكم أصابني إحساسٌ مخدِّر لا يوصف عندما ذكرت اسمه لنا حتى خيّل لي أن الزمن قد توقف عندها لفرط المفاجأة ..
فالجهاز كان نفسه " الفيديو " و الذي حلت مكانه الآن مشغلات الدي في دي !!
لم أشأ أن أخبرها أنني بالعام الماضي فقط كنتُ قد ابتعتُ شريطاً للفيديو خوفاً من أن تتهمني بالرجعية و عدم مواكبة العصر ..
و لا ألومك بتاتاً معلمتي .. إنما هو رعب الزمن .. حين تخلطين في مسافاته و أبعاده .. هذا هو تفسيري لما حدث .. و إن كان من تفسيرٍ آخر
لهذه المعضلة التي أشغلتني إلى هذا الوقت فهو أن معلمتي الفاضلة قد عاشت مع بيل غيتس نفسه حيث تفتح عينيها أثناء ولادتها على جوال في فمها ..
و أظنكم ترجحون الرأي الأول معي ..
انتهى ..
WALID صــاحـب المـوقع
عدد المساهمات : 1196العمر : 31الجنس : الابراج : تاريخ الميلاد : 25/07/1992المهنة : mms : السٌّمعَة : 88نقاط : 1801
موضوع: رد: لمحات من رعب الواقع .. بقلمي الساخر الخميس 29 أكتوبر - 16:03