رسالة من الدماء

رسالة من الدماء

إنه منتصف الليل ، الظلام يخيم على كل مكان ، ليست هنالك مصابيح إنارة و لا متاجر تظل مفتوحة طوال اليوم كما نجد فى المدن ، لكنه الصمت ، لا يقطعه الا أصوات الضفاضع و البوم, من حين لآخر أسمع صوت محرك سيارة على الطريق بالقرب من القرية، أسير و العرق البارد يتصبب منى ، لولا الكشاف الذى أحمله لسقطت ودقت عنقى أكثر من مرة ....

تسألونى الى أين أنا ذاهب فى هذا الوقت , ظننت هذا واضحا : إنها المقابر !!!!
بالطبع ليست المقابر بالمكان الذى يزار ليلا، و من يعرفنى يدرك أننى لست من هواة البحث عن المتاعب ، لكن من بعرفنى أيضا يعرف أننى لا أرفض تحديا، مهما كان صعبا،لقد تحدانى أمام الجميع ، و كانت هى واقفة ، ورأت كل شئ ، لم تترك لى مجالا للتماص.
بعض التوضيح ؟؟؟.. ظننت القصة واضحة ، هو بالتأكد الشاب القوى مفتول العضلات و مهمته المقدسة تحويل حياتى الى جحيم، يستخدم شتى الطرق ليجعلنى أبدو أحمق و جبان ، وهذا بالطبع حتى يبدو قويا أمامها هى ، أجمل فتايات القرية،وحبى الوحيد كم تمينت نظره منها
فى ذلك اليوم تحدانى أمام الجميع ( أن كنت رجلا ولست جبانا .... فأخرج الى المقابر ليلا و أقطف زهرة من الزهر الأحمر الذى لا ينبت الا هناك و لا يتفتح الا فى ضوء القمر ..هنا سأكف عن مضايقتك ..و سأعترف لك بالسيادة أمام الجميع) ، وكانت هى تسمع الكلام و تنظر لى فى شفقة، واتت النظره التى انتظرتها طويلا ولكن ليس كما اردت ! هنا نظرت اليها نظره مودعه واودعتها كل مشاعر حبى هل ادركت حبى لها واتسال ويبقى السؤال هل ستدركه يوما ما واخيرانظر لى هو بتحدى وثقه قبلت التحدى وسط دهشه الناس وعيون مشفقه وعيون شامته وقلت له نتقابل ليلا، لتشيعونى و أنتظرنى قبل الصباح أعود بها ، و أنتهى الكلام.

و ألآن أنا أدفع ثمن تهورى، قد يقول قائل ماذا فى الذهاب للمقابر ليلا ما الخطر فى ذلك؟؟.. لكن من يعرف قريتى بالطبع يعرف السمعة السيئة لمقابرها ، فالمعروف عنها أن بعد غروب الشمس من يقترب منها يفقد ولا يعد مرة ثانية،لقد سمعنا عنها قصصا بشعة فى الطفولة ،أقلها رعبا أن الشيطان ذاته يسكن هذه المقابر ليلا...
ها أنا قد وصلت ، صوت نباح كلاب ، عواء ذئب فى مكان ما ، هناك درجا ، نزلته وجدت نفسى فى ساحة المقابر، كنت خائفا الى أقصى درجة، لو أننى رأيت فأرا يمر من جانبى لتوقف قلبى هلعا...
فى هذه اللحظة تحديدا رأيتهم...رأيتهم ...كانوا أحياء ، منتشرين مثل الجراد يتسلقون الجدران الترابية ، كانوا يلبسون مثل البشر ، لكن ملا بسهم فى حالة مزرية واقدامهم ليست مثل البشر انها...؟ ، أنتبهت سريعا للكشاف الذى فى يدى أطفأته و أختبأت ، لكنى أدرت أن نور أحمر غامض يشع من الوجوه... هنا أستدار أحدهم ناحيتى .....ما هذا؟؟؟ ...لا وجه له على الأطلاق ...فجوة دامية فى محل الوجه ينظر لى بمشاعر كراهيه لا اجد مبرر لها ...هنا كنت أكتفيت من الرعب ...أقرب وردة تصل لها يدى قطفتها ، و جريت بكل ما أتيت من قوة ... هنا شعرت بشئ مثل المخالب يمزق ظهرى ولم استطع ان اتاوه...ألم فظيع يجتاحنى لا اعرف اذا كان الم من كثره رعبى مما سيحدث لى ام انه الجرح ينزف لكنى لن أجازف بالوقوف ، لن أنظر خلفى أعتقد أنى لو رأيت هذا الجرح سأرى عمودى الفقري عارى من اللحم هذا الشعور جعلنى اقفز خطوات للامام ... واصلت الجرى ...لمحة الى الخلف رأيتهم يترنحون فى الظلام فاردى أيديهم وكانها سيفونيه يعزفونها فى هدوء وصمت . اعلم انه لا مفر من المواجهه ولكن من سيواجه من ؟ ،انهم مجموعه كبيره جدا تطارد شخص اشبه بنمله اعترف اننى جبان ولكنى احبها .افقت من تاملاتى سريعا
وظللت أركض فى هذا الممر الطويل،الصوت آتى من خلفى ،
القمر مكتمل ، فهذه هى القاعدة : أذا كنت مطاردا -بكسر الراء- يتوارى القمر و لا يظهر أبدا، و أذا كنت مطاردا -بفتح الراء - يضئ القمر و يشع نورا كأنه يضئ خشبة مسرح..ألم يزحف فى كل جسدى ، فقدت الكثير من الدماء ، رأسى أخف من اللازم ، قدماى لينتان عصيتان عن السيطرة ، هناك بقعة سوداء فى مركز الأبصار، واحسست اننى ارى كل الاشياء تتحرك من حولى وتتجه نحوى خطر لى خاطرمريع ، هل أنا اتخيل ؟؟!
نظرت ورائى وجدت أن هذه الأشياء بعيدة جدا على المراوغة ، هناك فرجة بين الأشجار ، هيا لأمر من خلالها ، ها أنا أحاول أكمال السير ...لا أستطيع ...هذا الحائط يصلح للأستناد عليه .... أنها النهاية أعرف ذلك لكن مهمة يجب القيام بها أولا ...هذا الحائط يصلح

لقد أنتهيت من مهمتى ها هم قد أهتدوا لى يبدو أن أنهم ساروا وراء سيل الدماء ...لن أقاوم الآن .....لن أقاوم ... الآن الكل يعرف ...أنهم موجودون و قادرون على الحفاظ على سرهم

من الجدير بالذكر أن هذا الكلام و جد مكتوبا على حائط قريب من المقابر
ليس بأقلام لكنه مسطرا .....بالدماء .....
و بجانبه زهرة نادرة
أراد هذا الشاب تحذيرنا فلم يجد الا دماءه لكتابة هذا الكلام ...و هذا الحائط مشهور و يزوره الناس فى هذه القرية ..و يأتون لرؤيته من كل مكان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

thnxxxxxxxxxxxxxxxxx

مارسي

تسلم

merciiii

» رسالة بخط يد عبد العزيز اليكم
» رسالة الى زوجتك قبل كأس العالم....للكبار فقط
» شدا حسون:في وعد عرقوب رسالة وطنية وانسانية
» برنامج عربي يقدم لكم اكثر من 1300 رسالة جوال ( دين - تهاني - نكت - رومانسية ... الخ)