جزيرة وادعة تقبعُ في الجنوب التّونسي، حيث مياه البحر تُعانق شواطئها الرّمليّة، يتوافد عليها آلاف السيّاح من أنحاء العالم ليقضوا فيها أوقاتا سعيدة بعيدا عن صخب المدن و متاعبها. و صفها الأديب الفرنسي اندريه جِيد بأنّها جزيرة تُغرّد العصافير في جنباتها و يُنسيك هواؤها المنعش الموت، و قال عنها الأديب التّونسي محمّد المرزوقي: إنّ الزّائر لها يُؤخذ بجمال مناظرها الطّبيعيّة الساحرة، إنّها جزيرة حالمة، انتشرت على رُقعتها غابات النخيل و الزّيتون و بساتين الأشجار المُحمّلة بمختلف الثّمار. حقّا إنّها جزيرة الأحلام و الرّمال الذّهبيّة أو جزيرة أوليس كما تصفها كتب الأدب و التّاريخ."
إنّ الجزيرة تُعدّ قطبا سياحيّا له منزلته الهامّة، و هي من أبرز المناطق السياحيّة في الجمهوريّة التّونسيّة، و لها صورة مميّزة ترتكز على مجموعة من العناصر الأساسيّة للسياحة، منها التاريخ العريق لهذه الجزيرة، فهي مرتبطة بأسطورة الأوديسة و الإلياذة، كما أنّها تحوي العديد من المعالم التّاريخيّة الأثريّة الّتي لها اتّصال بالحضارات الّتي سادت حوض البحر المتوسّط، كما أنّ للجزيرة شواطئ رمليّة قلّ نظيرها بالإضافة إلى طبيعتها الخاصّة المميّزة و ما تحويه من أشجار النّخيل الباسقة و أشجار الزّيتون و غيرها من النّباتات الطّبيعيّة، كما تمتاز الجزيرة بمناخها المعتدل
تستقبل جزيرة جربة كلّ عام نحو مليون سائح، يأتي في مقدّمتهم الألمان و الفرنسيون و الإيطاليون و الأسبان ثمّ بقيّة السيّاح الأوربيّين، أمّا السيّاح العرب فقد بدءوا يأتون إلى الجزيرة و أعدادهم في ازدياد ملحوظ من سنة إلى أُخرى.
من المنتوجات السيّاحيّة الّتي تحرص وزارة السيّاحة و الصناعات التقليديّة في تونس على تنميتها، رياضة الغولف، حيث أقامت ناديا كبيرا لهذه اللّعبة في الجزيرة بمساحة تبلغ 92 هكتارا و بنحو 28 حفرة، تستوعب كلّ المتبارين، و نظرا لما تتمتّع به جربة من طقس معتدل طوال العام، فإنّ الأوربيّين الّذين يزاولون هذه اللّعبة و بخاصة الألمان و الإيطاليون و الأسبان يأتون إلى جربة في الشّتاء حيث يبدا موسم لعبة الغولف في شهر أكتوبر و ينتهي في شهر ماي، و في هذه الفترة يحوي ملعب الغولف من 150 إلى 250 لاعبا في اليوم، أما في موسم الصيف فيقلّ عدد الرّواد بسبب جاذبيّة شواطئ جربة لهم على حساب لعبة الغولف
و الهدف من بناء تلك النّوادي لاستمرار السيّاحة في جربة طوال العام، بحيث يُجذب اكبر عدد من هواة هذه اللّعبة، و خاصة الأوربيين، حيث بالاستطاعة تعويضهم عن مناخهم البارد و أن يُوجد لهم المكان المناسب لمزاولة هذه اللّعبة، نظرا للطقس الدافئ المشمس على مدار السنة الّذي تتمتّع به جربة و الّذي كان حافزا لإدخال لعبة الغولف إلى الجزيرة، و إيجاد أنشطة سياحيّة خاصة في فصول الشتاء و الرّبيع و الخريف
و ضمن البرنامج الّذي أعدّته وزارة السّياحة و الصناعات التقليديّة لتنويع المنتوج السّياحي و إثرائه في جزيرة جربة، هو ما سميّ بسياحة الموانئ و الجزر الترفيهيّة، حيث تقوم مجموعة من الشّركات الأهليّة الخاصّة الّتي تمتلك سفنا و مراكب سياحيّة بالتعاون مع وكالات الأسفار الأجنبيّة و التّونسيّة، برحلات يوميّة إلى جزيرة "رأس الرمل" أو جزيرة "النّحام الوردي" حيث تقوم هذه الشّركات بنقل الأفواج السيّاحيّة في رحلات ترفيهيّة؛حيث تخرج نحو أربع سفن تحمل كلّ سفينة نحو مائة و خمسين سائحا بتوقيت منتظم من ميناء حومة السوق إلى جزيرة "رأس الرمل" و الّتي تبعد نحو 15 كم عن جزيرة جربة، حيث يقوم السّياح بمساعدة طاقم السّفينة برمي شباكهم لاصطياد السمك أو تقوم مجموعة أخرى من السّياح بالسباحة في المياه العميقة و بعض هذه السّفن يتوافر فيها المجال لرؤية قاع البحر و الشُّعب المرجانيّة و الإسفنج، كما يستمتع السائح بمشاهدة الدلافين وهي تخرج من المياه و تداعب السياح فيقومون بتصويرها حيث إنّ خليج قابس الّذي تقع فيه هذه الجزيرة غنيّ بالأسماك و الدلافين، ثمّ تتجه السفينة إلى جزيرة "رأس الرمل" و يقضي السائح بها وقتا ممتعا مع رقصات الفرقة الشعبيّة الّتي تصاحب السيّاح إلى الجزيرة
و يشاهدون طائر الفلامنجو ذا اللون الأحمر الجميل و طيور النّورس بأصواتها العذبة.
ثمّ يتناول السيّاح وجبة غداء غنيّة تتكوّن من السمك المشوي و أكلة "الكسكسي" المشهورة مع السلطة و الفواكه في عشّة مصنوعة من سعف النخيل و جذوع الشجر.
و قبل الغروب بساعة تتهيّأ المجموعة لرحلة العودة بمصاحبة الموسيقى الشعبيّة و الرّقصات و الغناء، ثمّ يقوم البحارة بجمع شباك الصّيد من البحر حيث الصيد الوفير
ألبوم صور للجزيرة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]