في عام 2000 انتزع الالمان حق استضافة كأس العالم 2006 من جنوب
افريقيا و بفارق صوت واحد فقط 13 الى 12، و ذهب البعض حينها لاتهام العضو
رقم 13 ببيع صوته و ثارت زوبعة اعلامية سرعان ما انتهت، عندما اعلن بلاتر
عن المداورة بين القارات في استضافة الكأس الغالية، و التي طاب بها خاطر
الافارقة. طبعا كانت المنافسة شكلية على استضافة 2010 و لم تكن الملفات
المقدمة قادرة على منافسة جنوب افريقيا التي حازت على تعاطف العالم.
لكن يبدو أن الماضي لا يزال يلقي بظلاله على الكأس القادمة،
فالمانيا استضافت الكأس الماضية كأروع ما يكون، تاركة مسؤولية كبيرة على
جنوبيي أفريقي بالظهور بشكل ينافس ما مضى، و لكن الصعوبات المالية و الفنية
ناهيك عن تلك الامنية، طاردت مستضيفي الحدث طوال السنوات الأربع الماضية.
أما الألمان فلم يرحموا أصحاب الضيافة أبدا بالتصريحات، خصوصا تلك المتعلقة
بالجانب الأمني، و بعضها بالغ في وصف الواقع هناك، و كانت هناك حرب
اعلامية باردة طوال المدة السابقة من المسؤولين هنا و هناك، آخرها كان
تصريح أولي هونيس الذي وصف استضافة جنوب افريقيا لكأس العالم بالخطأ.
في العام الماضي وصلت المبالغات لحد القول بأن المانيا ستستضيف
الكأس القادمة لعجز جنوب افريقيا في اللحاق بموعد الجاهزية، و هذا استفزاز
حقيقي لأصحاب الضيافة كونهم يظنون سلفا بأن 2006 سرقت منهم. لا أدري لماذا
يصر المسؤولون في المانيا و في ميونخ تحديدا على اثارة تلك المشاكل.
بالتأكيد جنوب افريقيا ليست كألمانيا من حيث الجاهزية و الأمن، و لكنها
أيضا ليست أنجولا. اليوم أنا متأكد أن الألمان لن يكونوا محل ترحيب عميق في
القارة السوداء، و إن خرجوا مبكرا فلن يأسف عليهم جمهور كأس العالم هناك.