كرة القدم - مباريات وديةاللاعبون
العرب لا يدعون إلى مباريات خيرية وبوصلة النوايا الحسنة الكروية موجهة
بعيداً عن المحيط العربي! فلماذا مثلا لا تقام مباراة تجمع نجوم مصر
والجزائر مع نجوم العالم لصالح أطفال العرب المشردين؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] دبي– من محمد الحتو لا تفوق صور الدمار الذي خلفته الكارثة الطبيعية في هايتي ضراوة عن
مشاهد البؤس والعنف في غزة والعراق ولبنان وغيرها من مناطق العرب، فجميع
هذه المشاهد مؤلمة وتستوجب وقفة رياضية عالمية لمساعدة الأطفال المشردين
وأسر الضحايا.
ولطالما بادر النجم الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية زين الدين
زيدان في جمع التبرعات لترميم منزل أو رسم بسمة على شفاه طفل عاشق للساحرة
المستديرة وفنون زيزو، وذلك بتنظيمه مباريات ودية يتم تخصيص ريعها لمؤسسة
خيرية تساعد البلد المنكوب على التعافي من الإصابة والوقوف ولو على قدم
واحدة.
زيدان دعا مؤخراً رفاقه لخوض مباراة أمام منتخب هاييتي، وأقام
قبلها مواجهة جمعت أصدقاءه بأصدقاء البرازيلي رونالدو في لشبونة
البرتغالية، وهدفت كلتا المباراتين إلى دعم جهود الإغاثة وبرنامج الأمم
المتحدة الإنمائي في هايتي، وحضرهما جمهور غفير تفاعل مع النجوم المدعوين
للقاء يتقدمهم البرازيليين ريكاردو كاكا وداني ألفيس والبرتغاليين لويس
فيغو وروي كوستا والتشيكي بافل ندفيد فضلاً عن نجوم من مختلف أنحاء العالم.
وقال زيدان: "الشيء المهم هو جمع أكبر مبلغ ممكن من المال لمساعدة
هايتي. لقد فعل الناس شيئا عظيما بحضورهم الى الملعب. أشعر بسعادة غامرة
لأننا استطعنا أن نقدم بعض المساعدة". فيما صرح كاكا "أعلم أن هناك مشكلات
أخرى كثيرة في العالم، ولكن وضع هايتي هو طارئ".
سؤال صريح
السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا يدعو اللاعبون الذين ينحدرون من
أصول عربية وسطع نجمهم في سماء الكرة العالمية مثل زيدان ومواطنه كريم
بنزيمة رفاقهم إلى مباراة في صالح القضايا الإنسانية العربية؟ أم أن بوصلة
أعمال الخير موجهة دوماً بعيداً عن المحيط العربي؟.
كم من حرب ودمار خيم على منطقة الشرق الأوسط في العراق ولبنان
وفلسطين، لكن ذلك مر مرور الكرام من دون أن يتحرك مثل هؤلاء اللاعبون
لخدمة أبناء عروقهم؟.
وتدور في المحيط العربي، أفكار خيرية قد تكون قابلة للتنفيذ لو
بادر نجوم لتطبيقها مثل المصريين محمد زيدان ومحمد أبوتريكة أو السعودي
ياسر القحطاني أو الإماراتي اسماعيل مطر، فأين هؤلاء من تنظيم المباريات
الخيرية؟ فالأطفال المتضررين في غزة والعراق ولبنان وحتى ضحايا السيول
الأخيرة التي جرفت مناطق عديدة في مصر والسعودية ليسوا بحاجة إلى شعارات
على قمصان بعد فرحة هدف، بقدر ما يلزمهم وقفة جدية في طريق الإغاثة وجذب
الاهتمام العالمي.
نظرة الساسة
من جانبهم، يجب أن يدرك رجال السياسة أن الرياضة رسالة نبيلة
ومباريات كرة القدم الخيرية واجب على اللاعب النجم في أي بقعة في العالم
بحكم موقعه في المجتمع الذي ينتمي إليه، مما يتطلب دعماً حكومياً عالمياً
لمثل هذه اللقاءات دون تردد.
وفي المنطقة العربية، حروب وفساد وفقر ومخدرات، ولكن قلما نجد
مباريات على مستويات عالية بإمكانها جذب الجمهور وفق خطة مدروسة تصب في
صندوق مخصص لدعم برامج الإغاثة والتنمية، مما يتطلب تفاعل الاتحادات
الوطنية المسؤولة عن اللعبة الأكثر شعبية.
الانقسام العربي واختلافات الرأي الدولية حول مصدر الحروب وأسبابها
يجب أن ينفصل عن النوايا الحسنة الهادفة لدعم المتضررين، وعلى الحكومات
تشجيع اللاعبين النجوم للسير على خطى زيزو ورونالدو والإبقاء على الأجندات
السياسية في أدراجها وعدم خلطها بالأوراق الرياضية، فلماذا لا يلعب
الانكليزي ديفيد بيكهام على سبيل المثال مباراة ودية لمصلحة أطفال العراق
أو فلسطين؟ هل سيتعرض لضغوط سياسية في هذا الشأن؟.
الجزائر ومصر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من زاوية أخرى، جعلت المواجهات التاريخية التي جمعت مصر والجزائر
من لاعبي المنتخبين نجوماً على الخارطة العربية على أقل تقدير، وبات بإمكان
الواحد منهم جذب اهتمام إعلامي وجماهيري إلى أي ملعب تنظم فيه مباراة
خيرية بدلاً من المهاترات والتصريحات هنا وهناك التي أدت إلى قطيعة بين
البلدين انساق معها المسؤولين الرياضيين والفنانين والسياسيين والجماهير.
فنجوم بحجم الجزائري نذير بلحاج المحترف في صفوف بورتسموث
الإنكليزي والمصري محمد زيدان المحترف في بروسيا دورتموند الألماني
بإمكانهما لعب دور فعال في دعم المؤسسات الخيرية في بلديهما وبقية الدول
العربية.
ويبقى المثال الذي يحتذى به، اللاعب المصري محمد أبوتريكة المعروف
بمواقفه النبيلة تجاه شعب غزة حين أشهر شعار "تعاطفاً مع غزة" على قميصه
لحظة تسجيله هدفاً في كأس الأمم الأفريقية عام 2008 في إشارة إلى الحصار
الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني هناك، وتبع ذلك بجمع تبرعات من اللاعبين
المصريين خلال إحدى المعسكرات التدريبية ليجذب اهتماماً شعبياً لم يحققه
لاعب عربي من قبل، ولكن المباريات الخيرية الكبيرة تبدو غائبة دون معرفة
الأسباب؟ رغم أن مباراة تجمع أصدقاء زيدان مع خليط من نجوم مصر والجزائر من
الممكن أن تشهد أكبر حضور جماهيري وتحقق ريعاً نموذجياً لخدمة الإنسانية؟.
وصرح أبوتريكة وقتها في حوار أذاعته قناة "بي بي سي": "أحاول من
خلال كرة القدم التركيز على القضايا الهامة سواء داخل الوطن او خارجه.
وأتمنى ان يتعاون كل الأشقاء العرب لتحقيق ذلك".
وأضاف "أتمنى أن أساهم بأي شكل في رفع المعاناة عن الاطفال والنساء
والشيوخ فهم في محنة ويجب ان يمد لهم كل انسان يد العون وندعمهم. كما
أتمنى أن تعكس مباريات كرة القدم بين الفرق والمنتخبات العربية روح التعاون
والتضامن والأخوة بعيدا عن أي تعصب من الجماهير".